تخصصت الفنانة ناهد شريف في أدوار الإغراء في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي، واسقبلها الجمهور وقتها بحفاوة شديدة نظرا لطبيعة تلك المرحلة التي كانت تنتشر فيها أزياء مكشوفة إلى حد كبير في الشارع المصري مثل "الميكرو والميني جيب". وفي المقابل عندما قدمت فنانة مثل علا غانم أدوار الإغراء في السينما المصرية خلال السنوات الأخيرة تعرضت لانتقادات لاذعة من الجمهور والنقاد على السواء، مما يعني عدم قبولها في تلك الأدوار أو عدم تقبل المجتمع المصري لهذه الأدوار من الأساس، رغم أنها لم تصل إلى الجرأة والكشف الذي وصلت إليهما ناهد شريف.
ما الذي يجعل الإغراء مقبولا من ناهد شريف وغير مقبول من علا غانم؟
لا شك أن طبيعة المجتمع في الحالتين كان لها تأثير كبير، فما يمكن أن يقبله الجمهور في فترة زمنية معينة ليس بالضرورة مقبولا في فترة أخرى، خاصة مع التحولات الخطيرة التي طرأت على المجتمع المصري، والتبدل في القيم والسلوك وحتى نمط الأزياء والحالة الاقتصادية والسياسية وحجم المد الديني في كلتا الفترتين.
من المعروف أن ناهد شريف وهي من مواليد 1942 بدأت مشوارها الفني في بداية الستينيات، وجسدت في البداية أدوار الفتاة البريئة الطيبة الخجول في أدوار محدودة، إلا أنها بعد ست سنوات من بدايتها الفنية وتحديدا بعد عام 1967 بدأت تتجه بقوة الى تجسيد أدوار الإغراء بالملابس الفاضحة والمكشوفة والمشاهد الجنسية المثيرة التي ظهرت بها في أكثر من فيلم لدرجة الظهور عارية تماما في أحد الأفلام أثناء "المرحلة اللبنانية" وهو فيلم "ذئاب لا تأكل اللحم".
ويبدو أنها اتجهت الى مثل هذه النوعية من الأدوار نظرا لأنها كانت هي الأفلام المسيطرة بعد النكسة، حيث ظهرت موجة أفلام تعلي من قيمة الإثارة والإغراء، في محاولة لنسيان الهزيمة وإلهاء الناس عنها. ومن ثم ركبت هذه الموجة وتعاملت بقوانينها وتخصصت في تلك الأدوار، وساعدها في ذلك ملامحها الفطرية الجميلة "البلدي".
وبعض النقاد عقدوا مقارنة بينها وبين نجمة الإغراء الأمريكية مارلين مونرو لكون الاثنتين تخصصتا في الإغراء وصادفتا في الطريق الى الشهرة رجالا من الحقل السينمائي استغلوهما، إلا أنها منذ عام 1975 ابتعدت تماما عن أدوار الإغراء وقررت أن تقدم أدوارا هادفة بعد دورها المهم في فيلم "ومضى قطار العمر"، وربما كان للجانب المأساوي في حياتها دور في تعاطف الجمهور معها خاصة بعد رحيلها عام 1981 بعد معاناة طويلة مع مرض غامض أنفقت عليه كل ثروتها وماتت فقيرة معدمة.
على الجانب الآخر ينظر الجمهور الى علا غانم، باعتبارها تلك الفتاة القادمة من عالم الإعلانات الى عالم التمثيل، لتصدم الجمهور بملابسها المكشوفة والمثيرة، وإن كان ذلك في مشاهد محدودة مثل مشهد تعريها من خلف ستارة الحمام في فيلم "سهر الليالي"، أو تأدية أدوار أخرى ترتدي فيها المايوه، ثم تقديم دور امرأة شاذة جنسيا في فيلم "بدون رقابة".
وهي نفسها لا تنفي أنها تجسد أدوار الإغراء، وصرحت أكثر من مرة أنها ترحب بتلك الأدوار شرط أن تكون موظفة جيدا في سياق العمل، وهي ميزة فريدة من نوعها في الحقل السينمائي أن تكون هناك ممثلة تقبل تجسيد أدوار الإغراء التي تعاني من ندرة في الممثلات اللاتي يؤدينها، مما اضطر عددا من المخرجين والمنتجين والنجوم الذين يصرون على أن تتضمن أعمالهم مشاهد إغراء لجذب الجمهور وضمان قدر من النجاح الجماهيري للفيلم، يلجأون الى الممثلات العربيات من المغرب العربي أو لبنان لأنهن ليس لديهن مشاكل في تقديم مثل هذه الأدوار أو بالتعبير المصري "ما عندهمش عُقَد".
إلا أن تقديم هذه الأدوار من فنانة مصرية عادة ما يكون غير مرغوب فيه، بسبب التحولات الاجتماعية والدينية وتصاعد المد السلفي وانتشار مظاهر التدين الشكلي في المجتمع، ما يجعل تلك الفنانة منبوذة لدى فئة غير قليلة، ومن ينبذونها هم أنفسهم الذين يشاهدون أعمالها ويستمتعون بها بشكل سري، وبعد ذلك يعلنون رفضهم لها علنا ويكيلون لها الاتهامات، وهي الازدواجية التي يعاني منها قطاع ليس بقليل في المجتمعات العربية.
ومن جهة أخرى أصبح راسخا لدى جمهور الفن أنه لا وجود للجمال الطبيعي وأن كل الفنانات الجميلات والمثيرات اللائي يظهرن أمامهم هن صنيعة عمليات التجميل، أي أنهن يمثلن نموذجا للجمال الصناعي. وهو ما ينطبق على علا غانم وغيرها من الممثلات، وإن كانت غانم قالت إنها ترفض عمليات التجميل ووجهت رسالة لأبناء جيلها تنصحهن بالابتعاد عن هذه العمليات مؤكدة أنها لم تجرِ أية عمليات تجميل، إلا أنها ليست ضد المبدأ وأنها يمكن أن تُجري عملية تجميل عندما تظهر عليها آثار الزمن.
ما الذي يجعل الإغراء مقبولا من ناهد شريف وغير مقبول من علا غانم؟
لا شك أن طبيعة المجتمع في الحالتين كان لها تأثير كبير، فما يمكن أن يقبله الجمهور في فترة زمنية معينة ليس بالضرورة مقبولا في فترة أخرى، خاصة مع التحولات الخطيرة التي طرأت على المجتمع المصري، والتبدل في القيم والسلوك وحتى نمط الأزياء والحالة الاقتصادية والسياسية وحجم المد الديني في كلتا الفترتين.
من المعروف أن ناهد شريف وهي من مواليد 1942 بدأت مشوارها الفني في بداية الستينيات، وجسدت في البداية أدوار الفتاة البريئة الطيبة الخجول في أدوار محدودة، إلا أنها بعد ست سنوات من بدايتها الفنية وتحديدا بعد عام 1967 بدأت تتجه بقوة الى تجسيد أدوار الإغراء بالملابس الفاضحة والمكشوفة والمشاهد الجنسية المثيرة التي ظهرت بها في أكثر من فيلم لدرجة الظهور عارية تماما في أحد الأفلام أثناء "المرحلة اللبنانية" وهو فيلم "ذئاب لا تأكل اللحم".
ويبدو أنها اتجهت الى مثل هذه النوعية من الأدوار نظرا لأنها كانت هي الأفلام المسيطرة بعد النكسة، حيث ظهرت موجة أفلام تعلي من قيمة الإثارة والإغراء، في محاولة لنسيان الهزيمة وإلهاء الناس عنها. ومن ثم ركبت هذه الموجة وتعاملت بقوانينها وتخصصت في تلك الأدوار، وساعدها في ذلك ملامحها الفطرية الجميلة "البلدي".
وبعض النقاد عقدوا مقارنة بينها وبين نجمة الإغراء الأمريكية مارلين مونرو لكون الاثنتين تخصصتا في الإغراء وصادفتا في الطريق الى الشهرة رجالا من الحقل السينمائي استغلوهما، إلا أنها منذ عام 1975 ابتعدت تماما عن أدوار الإغراء وقررت أن تقدم أدوارا هادفة بعد دورها المهم في فيلم "ومضى قطار العمر"، وربما كان للجانب المأساوي في حياتها دور في تعاطف الجمهور معها خاصة بعد رحيلها عام 1981 بعد معاناة طويلة مع مرض غامض أنفقت عليه كل ثروتها وماتت فقيرة معدمة.
على الجانب الآخر ينظر الجمهور الى علا غانم، باعتبارها تلك الفتاة القادمة من عالم الإعلانات الى عالم التمثيل، لتصدم الجمهور بملابسها المكشوفة والمثيرة، وإن كان ذلك في مشاهد محدودة مثل مشهد تعريها من خلف ستارة الحمام في فيلم "سهر الليالي"، أو تأدية أدوار أخرى ترتدي فيها المايوه، ثم تقديم دور امرأة شاذة جنسيا في فيلم "بدون رقابة".
وهي نفسها لا تنفي أنها تجسد أدوار الإغراء، وصرحت أكثر من مرة أنها ترحب بتلك الأدوار شرط أن تكون موظفة جيدا في سياق العمل، وهي ميزة فريدة من نوعها في الحقل السينمائي أن تكون هناك ممثلة تقبل تجسيد أدوار الإغراء التي تعاني من ندرة في الممثلات اللاتي يؤدينها، مما اضطر عددا من المخرجين والمنتجين والنجوم الذين يصرون على أن تتضمن أعمالهم مشاهد إغراء لجذب الجمهور وضمان قدر من النجاح الجماهيري للفيلم، يلجأون الى الممثلات العربيات من المغرب العربي أو لبنان لأنهن ليس لديهن مشاكل في تقديم مثل هذه الأدوار أو بالتعبير المصري "ما عندهمش عُقَد".
إلا أن تقديم هذه الأدوار من فنانة مصرية عادة ما يكون غير مرغوب فيه، بسبب التحولات الاجتماعية والدينية وتصاعد المد السلفي وانتشار مظاهر التدين الشكلي في المجتمع، ما يجعل تلك الفنانة منبوذة لدى فئة غير قليلة، ومن ينبذونها هم أنفسهم الذين يشاهدون أعمالها ويستمتعون بها بشكل سري، وبعد ذلك يعلنون رفضهم لها علنا ويكيلون لها الاتهامات، وهي الازدواجية التي يعاني منها قطاع ليس بقليل في المجتمعات العربية.
ومن جهة أخرى أصبح راسخا لدى جمهور الفن أنه لا وجود للجمال الطبيعي وأن كل الفنانات الجميلات والمثيرات اللائي يظهرن أمامهم هن صنيعة عمليات التجميل، أي أنهن يمثلن نموذجا للجمال الصناعي. وهو ما ينطبق على علا غانم وغيرها من الممثلات، وإن كانت غانم قالت إنها ترفض عمليات التجميل ووجهت رسالة لأبناء جيلها تنصحهن بالابتعاد عن هذه العمليات مؤكدة أنها لم تجرِ أية عمليات تجميل، إلا أنها ليست ضد المبدأ وأنها يمكن أن تُجري عملية تجميل عندما تظهر عليها آثار الزمن.
علا غانم
ناهد شريف ولقطات من فيلم ذئآب لا تاكل اللحم
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire